قال سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه:
اعلم رحمك الله أن من يريد الهداية إلى الله و إلى طريقه ، فهي في خمسة أشياء :
- أولها الإيمان الكامل بالله تعالى ، قال الله تعالى: { وَ إنَّ الله لهَادي الذين آمنوا إلى صِراطٍ مُستقيم }
و قال سبحانه :{ وَ من يؤمِن بالله يَهدِ قلبَه }
- ثانيها الإنابة إلى الله عز و جل ، بالإقبال عليه دوما ، والإعراض عمّن سواه ، قال الله تعالى: { وَ يهدي إليهِ مَن ينيب }
- ثالثها مجاهدة النفس على طاعة الله عز و جل باجتناب نواهيه و ترييض النفس عن أوصافها ، حتى تجيب إلى الأوصاف الحميدة ، و إقامتها لله عز و جل على ما يريد ، قال تعالى: { وَ الذين جاهدوا فينا لنهديَنّهُم سُبُلنا }
- رابعها إتباعه صلى الله عليه و سلم في كل قول و عمل و حركة و سكون ، قال تعالى: { واتبعوه لعلكم تهتدون }
- خامسها الاعتصام بالله عز وجل ،قال تعالى: { وَ مَن يعتصِم بالله فقد هُدي إلى صِراطٍ مُستقيم }
واعلم أن تقوى الله عز وجل فيها خمسة أمور
- يسر في كل صعب ، و المخرج من كل ضيق و معونة الله عز وجل بالإعانة في كل مطلب، و الفرقان: وهو نور في القلب يفرق به بين الحق و الباطل ، و العلم بما لا يعلم ، قال الله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا } ، و قال تعالى: { و من يتق الله يجعل له مخرجا } و قال تعالى: { إن الله مع الذين اتقوا}
و قال تعالى :{ إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا }و قال تعالى: {واتقوا الله و يعلمكم الله }
ومن أراد أن لا يكون للشيطان عليه سبيل فعليه بتصحيح العبودية لله عز و جل ، و الإخلاص و الاستعاذة بالله عز و جل من الشيطان الرجيم عند الإحساس بشره، و تصحيح الإيمان ، و التوكل على الله عز وجل ، قال الله تعالى: { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا و على ربهم يتوكلون } و قال تعالى { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } و قال تعالى :{ و إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله } و قال :{إلا عبادك منهم المخلصين }
و من أراد المحبة من الله تعالى فهي في ثلاثة أشياء
- أولها محبته سبحانه و تعالى ، قال الله تعالى: { يحبهم و يحبونه}
- ثانيها إتباعه صلى الله عليه و سلم في كل حركة و سكون وعمل وحال ، قال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله }
- ثالثها الطهارة الكاملة ، و هي من كل ما سوى الله عز وجل ظاهرا و باطنا ، قال تعالى: { الله يحب المطهرين }
من كتاب الإفادة لسيدي مصطفى بن العلوي رضي الله عنه