يقول سيدنا أحمد التجاني " أنَّ على الذاكر أن يعتقد أنَّها مِن كلام الله ، كالأحاديث القدسية ليست من تأليف مؤلف " فهل يعني هذا أن صلاة الفاتح من كلام الذات قديم مثل القرآن ؟
الجواب
لفظ الشيخ سيدي أحمد التجاني في الجواهر :" أنها من حضرة الغيب." و لم يقل قط أن صلاة الفاتح من كلام الله القديم أو من القرآن أو من الأحاديث القدسية أو من أي وجه من وجوه وحي النبوة، وقد ذكر رضي الله عنه مكالمة العارفين، وفرق بينها و بين كلامه عز وجل للأنبياء.
قال شيخنا أحمد التجاني رضي الله عنه في" جواهر المعاني" :"
أما المكالمة التي يدعيها العارفون، من قولهم: "سمعت و قيل لي..."، إنما حدها في هذا المحل، أن الكلام الوارد على الرجال في هذا الميدان، أن نسبته إلى الله تعالى، نسبة الخلق إلى الخالق، لا نسبة الكلام إلى المتكلم. و من ظن من الرجال أنه يسمع كلام الذات ، كما سمعه موسى عليه الصلاة و السلام ، فقد ضل وفارق الحق و خسر . قال تعالى: { ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب } الآية .".
و هذا الذي عليه المحققون من العلماء. وأما من ذكر أنها من كلام الله، عبر عن كلام الشيخ رضي الله عنه، حسب المعنى الذي فهمه والمقصود أنها من الإلهام ، أي أنها من قبيل الأدعية التي لا تنافي أي أصل من أصول الكتاب و السنة، بل ترجع إليها، والتي يتلقاها العارفون عن الحضرة القدسية، أو عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أو يسمعون هاتف يهتف به، أو يرونه مكتوبا. أو غير ذلك .
و من ذلك ما ذكره الحافظ المنذري في الترغيب و الترهيب ، قال : عن السري بن يحي عن رجل من طي ، و أثنى عليه خيرا ، قال :" كنت أسأل الله عز وجل أن يرني الاسم الأعظم ، الذي إذا دعي به أجاب ، فرأيت مكتوبا في الكواكب في السماء يا بديع السماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام ." رواه أبو يعلى ورواته ثقاة .
فمن لم يفرق بين الوحي العام و وحي الإلهام وهو للصالحين كما قال تعالى: {و أوحينا إلى أم موسى } وهو وحي ليس فيه تشريع، فقد أخطأ خطأ بينا.