" ليس شيخك من سمعت منه و لكن شيخك من أخذت عنه.".
" اعلم يا ولدي، أن الإيمان ينبثق من البحث عن الحقيقة، وهو سعي دائم و لا متناهي التماسا لها. وإن الرجل إذا وقف في طريق الحقيقة فقد توقف كذلك عن التماسها." .
قال الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم : " إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله..." متفق عليه.
وهكذا يواصل سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني القطب المكتوم و ختم المحمدي المعلوم قدس الله سره تعاليمه القيمة ...
قال سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه :" نهاني صلى الله عليه وسلم ، عن التوجه بالأسماء ، و أمرني بالتوجه بصلاة الفاتح لما أغلق." - 1 -
إن سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه ، أذن لبعض أصحابه بالتوجه ببعض الأسماء ثم تذكر في الحين ، و رجع عن أمره و أذن لهم بالتوجه بصلاة الفاتح لما أغلق قائلا رضي الله عنه :" نهاني صلى الله عليه وسلم ، عن التوجه بالأسماء ، و أمرني بالتوجه بصلاة الفاتح لما أغلق." عاملا بقول الله تعالى: { وَمَآ ءَاتَٮٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَہَٮٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْ } [الحشر59 الآية: 7] ، وكان ذلك قبيل وفاته رضي الله عنه بيوم أو يومين .
و قد كان سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه مشتغلا أيضا في بداية أمره بصلاة الفاتح لما أغلق فقد قال رضي الله عنه " :" كنت مشتغلا بذكر صلاة الفاتح لما أغلق ، حين رجعت من الحج إلى تلمسان لما رأيت من فضلها ، وهو أن المرة الواحدة بستمائة ألف صلاة كما هو في ورد الجيوب ، و قد ذكر صاحب الورد أن صاحبها سيدي محمد البكري الصديقي نزيل مصر، وكان قطبا رضي الله عنه قال : " إن من ذكرها مرة ولم يدخل الجنة فليقبض صاحبها عند الله ." ، وبقيت نذكرها إلى أن رحلت من تلمسان إلى أبي سمغون ، فلما رأيت الصلاة التي فيها المرة الواحدة بسبعين ألف ختمة من دلائل الخيرات تركت الفاتح لما أغلق الخ، و إشتغلت بها [...] ، لما رأيت فيها من كثرة الفضل ، ثم أمرني بالرجوع صلى الله عليه و سلم إلى صلاة الفاتح لما أغلق ، فلما أمرني بالرجوع إليها سألته صلى الله عليه و سلم عن فضلها ، أخبرني أولا بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات ، ثم أخبرني ثانيا أن المرة الواحدة تعدل من كل تسبيح وقع في الكون ومن كل ذكر ومن كل دعاء كبير أو صغير و من القرآن ستة آلاف مرة ، لأنه من الأذكار..." - 2 -
وقال سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه مبينا عظم فضل صلاة الفاتح لما أغلق و علو قدرها:" قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما صلى عليّ أحد بأفضل من صلاة الفاتح لما أغلق." ، و قال رضي الله عنه :" لو اجتمع أهل السماوات السبع و ما فيهن و الأرضين السبع و ما فيهن على أن يصفوا ثواب الفاتح لما أغلق ما قدروا ." - 3 -
و قال رضي الله عنه أيضا في هذا المضمار:" كل ما سمعتموه في فضل صلاة الفاتح لما أغلق فهو بالنسبة لما هو مكتوم كنقطة في بحر." - 4 - . فسبحان المتفضل بهذا الخير العظيم على سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه .
يا ولدي التجاني العزيز و المحبوب
اعلم رحمك الله أن الفضل المذكور في هذه الياقوتة الفريدة لا يحصل لذاكرها إلا بشرطين:"
الشرط الأول هو الإذن قال سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه:" و لا يحصل هذا الفضل المذكور إلا بإذنٍ مني مشافهة أو بواسطة صحيحة ." - 5 - و قال أيضا رضي الله عنه :" ليس لأحد على وجه الأرض أن يأذن فيها غيرنا ، أو من دخل من أصحابنا في طريقتنا و السلام ... " - 6 -
والشرط الثاني أن يعتقد الذاكر أن هذه الصلاة من كلام الله كالأحاديث القدسية و ليست من تأليف مؤلف نزلت في صحيفة من النور الأزلي مكتوبة بأقلام القدرة الإلهية ، وليست من تأليف زيد ولا عمر ومن لم يعتقد ذلك لا يصح له الثواب المذكور فيها ، قال سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه:" وأخبرني صلى الله عليه وسلم : أنها لم تكن من تأليف البكري ، أي صلاة الفاتح لما أغلق الخ، و لكنه توجه إلى الله مدة طويلة أن يمنحه صلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فيها ثواب جميع الصلوات ، وسر جميع الصلوات ، و طال طلبه مدة، ثم أجاب الله دعوته ، فأتاه الملك بهذه الصلاة مكتوبة في صحيفة من النور." - 7 -
ولهذه الياقوتة الفريدة مراتب ثلاثة ، ظاهرة و باطنة و باطنة الباطنة فقد قال سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه:" مراتب صلاة الفاتح الخ ثلاث : الظاهرة و الباطنة و باطنة الباطنة ." - 8 -
وورد في " الجامع " لسيدي محمد بن المشري رضي الله عنه قوله :" وذكر سيدنا رضي الله عنه في فضل هذه الصلاة - أي صلاة الفاتح لما أغلق - أن لها سبع مراتب أو ثمانية ، و كلما ذكر من الفضل الذي أظهره لأصحابه ، إنما هو جزء من المرتبة الأولى و أما غيرها فكلها مكتومة ." فصدِّق ، ففي التصديق سر الطريقة .
يا ولدي التجاني العزيز و المحبوب
اعلم رحمك الله أن حقائق صلاة الفاتح لما أغلق تختص بحقيقة الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك قال سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه كما هو وارد في "الدرة الخريدة :" لو ذكرت لكم حقيقة واحدة من صلاة الفاتح لما أغلق لأفتى جميع أكابر العلماء بقتلي." و في رواية أخرى في "الإفادة الأحمدية" " لو ذكرت لكم حقيقة واحدة من حقائق الفاتح لما أغلق لأفتى أكابر العارفين بقتلي ." وذلك لكونها من الحقائق المحمدية المكنونة و من الأسرار العلوية المصونة التي لا دخل للعقول فيها و تتساقط دونها همم أكابر العارفين .
فليس هناك إِذنْ ، عمل أعظم من صلاة الفاتح لما أغلق في التوجه إلى الله إلا التوجه إليه بإسمه العظيم الأعظم لمن وهبه الله سبحانه و تعالى هذا الفضل قال سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه:"... فما توجه متوجه إلى الله تعالى بعمل يبلغها - أي صلاة الفاتح لما أغلق - وإن كان ما كان ، و لا توجه متوجه إلى الله بعمل أحب إليه منها و لا أعظم عنده حظوة منها إلا مرتبة واحدة : وهي من توجه إلى الله بإسمه العظيم الأعظم لا غير ، فهو غاية التوجهات و الدرجة العليا من جميع التعبدات ، ليس لفضله غاية و لا فوق مرتبته نهاية ، و هذه صلاة الفاتح تليه في المرتبة في التوجه و الثواب و الفوز بمحبة الله لصاحبها و حسن مآب ، فمن توجه إلى الله تعالى مصدقا بهذا الحال فاز برضى الله و ثوابه في دنياه و أخراه بما لا تبلغه جميع الأعمال ..." - 9 -
وقد سُئلَ سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه عن علم الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بهذا الفضل المتأخر في وقته لصلاة الفاتح لما أغلق ، فأجاب قائلا رضي الله عنه :" نعم هو عالم به ." فقيل له رضي الله عنه :" ولمَ لم يذكره لأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين لما فيه من الخير الذي لا يكيف ؟" .
فقال رضي الله عنه :" منعه أمران الأول : أنه علم بتأخير وقته وعدم وجود من يظهره الله على يديه في ذلك الوقت ، الثاني: أنه لو ذكر لهم هذا الفضل العظيم في هذا العمل القليل لطلبوا منه أن يبينه لهم لشدة حرصهم على الخير و لم يكن ظهوره في وقتهم ، فلهذا لم يذكره لهم ، و نظر آخر غير ما تقدم : و هو أن الله تبارك وتعالى لما علم ضعف أهل الزمان و ما هم عليه من التخليط و الفساد ، رحمهم و جاد عليهم بخير كثير في مقابلة عمل يسير ، يختص برحمته من يشاء في الوقت الذي يشاء ، و لا يقال : إن خبره بعد موته ليس كخبره في حياته بل هما سيان في جميع ما أخبر به صلى الله عليه و سلم ، إلا في التفصيل المتقدم من العام للعام و الخاص للخاص ثم قال سيدنا رضي الله عنه:" وهذا الفضل المذكور فيما دون الفرائض و أما هي فلا، لحديث :" أيُّ أعمال أفضل يا رسول الله ؟" قال صلى الله عليه وسلم:" الصلاة في أَولٍ مواقيتها." الحديث. " - 10 -
والحاصل مما ذكرناه ، أن أفضل ما يشتغل به الذاكر بعد القيام باللوازم من الأوراد ، صلاة الفاتح لما أغلق لأنها لواء طريقتنا المحمدية المباركة و على هذا المنوال كان عمل سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه ولكون هذه الياقوتة الفريدة هي المدخل إلى حضرة الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي منها يرتقي السالك إلى حضرة الله سبحانه و تعالى في هذا الزمان الذي ساد فيه التخليط و الفساد ، قال سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه :" واعلموا أن الذنوب في هذا الزمان ، لا قدرة لأحد على الانفصال عنها ، فإنها تنصب على الناس كالمطر الغزير، ولكن أكثروا من مكفرات الذنوب، وآكد ذلك صلاة الفاتح لما أغلق الخ . فإنها لا تترك من الذنوب شاذة ولا فاذة..." - 11 - .
يا ولدي التجاني العزيز و المحبوب
اعلم أن الإقبال على السيميا و الكيميا تجارة لا ربح فيها و لا يجني المشتغل بهما إلا التعب فقد قال سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه:" جميع أبواب الأذكار و الأسرار انغلقت و لم يبق مفتوحا إلا باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم و باب اسمه " اللطيف"، كما انغلق باب السيميا و الكيميا قرب موت السلطان سيدي محمد بن عبد الله بإذن من النبي صلى الله عليه و سلم و من حاول شيئا من ذلك و أتقنه أفسدته الروحانية المكلفة بتسخير خواص ذلك بإذن الله تصديقا للإذن الشريف ." - 12 -.
فلا ينبغي لك إذنْ أن تخوض في الخواص المتعلقة بالأذكار و الأسماء و الحروف و الجداول لأن الإقبال عليها و الولوع بها يؤدي إلى خطر عظيم و هو أمر جسيم لا يخوض عِراكه إلا من له إذن خاص من الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو من سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه أو ممن يأذن في الخواص في طريقتنا المحمدية المباركة ، قال سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه :"
فتعلقك بالخواص في طلب الدنيا وأغراضها وشهواتها، وأنت مشغول بإطلاق لسانك في الغيبة والنميمة، وفيما لا يرضي الله، منهمك في البعد عن الله، لا ربح في هذه التجارة إلا التعب، فلا تظفر منها بشيء.
إن الخواص بحر الطمع متعلق به ، كالذي يريد الظفر بشراب بقيعة ، إنما الخواص وأسرارها، لا يتمكن منها أحد من خلق الله إلا أحد رجلين إما رجل ظفر بالولاية ، و إما رجل جعل أكثر أوقاته في ذكر الله. وفي صحة التوجه إليه سبحانه وتعالى، وفي الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم طلبا لوجه الله الكريم لا لغرض غير ذلك، وداوم على هذا المنوال، وصان لسانه عن الأقاويل التي لا تُرتضى شرعا ً، كالغيبة والنميمة والكذب والسخرية، وسائر مالا يُرتضى، وصان قلبه عما لا يرضي الله ، كالكبر والحسد وظلم الناس ، والبغض بغير أمر شرعي إلى غير ذلك ، وهو في هذا كله قائم لله تعالى. فهذا هو الذي لعله يدرك بعض أسرار الخواص ، ومن سوى هذين لا يفيده التعلق بالخواص إلا بالتعب ... " - 13 - .
فالحذر الحذر من الإقبال على الخواص المتعلقة بالأذكار والأسماء و الحروف و الجداول المنسوبة إلى الشاذلية أو إلى غيرها من الطرق فقد قال سيدي وشيخي ومولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه :" اعلم أن التمسك بما في كتب أهل الخواص من دائرة الشاذلي رضي الله عنه ، و أسماء الله و الحروف و الجداول ، كله كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ما في جميعها إلا التعب ، و الطمع الذي لا يوجد فيه قليل من الفائدة ، و لا جدوى من العائدة ..." - 14 -
و قد احتال الكثير من شياطين الناس بإلقاء غبار الحيل في و جوه الطامعين فسلبوهم في ذلك أموالا باهظة وأظهروا لهم من أنفسهم الحصول على الحكمة و سر التدبير و التصرف بالأسماء و الحروف و الجداول وهم أجهل الجهلة.
يا ولدي التجاني العزيز و المحبوب .
كان سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه قبل الفتح الأكبر يأذن لمن فيه الأهلية من محبيه و المتعلقين بأذياله من الطالبين للخواص بما فيه الخير لهم بذكر الأسماء لأغراض خصوصية استعانة بها على التوصل للحق ، و كف إذاية الخلق ، ثم أعرض عن ذلك بالكلية و نهى كل من كان مشتغلا بذلك من بين أصحابه ومنهم الواسطة المعظم سيدي محمد بن العربي الدمراوي رضي الله عنه ، الذي كان يجتمع بالحبيب المصطفى سيدنا محمد الله صلى الله عليه وسلم أربع وعشرين مرة في اليوم ، والذي كان ملحوظا بعين العناية الخاصة من سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه بوصية من النبي المرتضى صلى الله عليه وسلم ، و مع ذلك فقد قال له رضي الله عنه :" إن أردت الفتح فعليك بترك هذه الأشياء ."- 15 - و ذلك أنه كان له التصرف التام بالجداول و الأوقاف و كان يستعمل الجدول و ينقر منه الدنانير بمرأى من الناس فنهاه سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه عن هذا الفعل وقال له رضي الله عنه:" إن عملته بعد ذلك انقطعت العلاقة بيني و بينك." - 16 - فترك ذلك من وقتها .
وكان سيدي عبد السلام العلمي الجبلي رضي الله عنه يقرأ العلم بالمدرسة و كان يتعاطى علم السيميا ثم إنه لمّا لم يحصل على مطلبه شكى ذلك لبعض الناس ، فدله على سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه ، فجاءه و في نيته أن يسأله عن تصريف سورة ألم نشرح فكاشفه بأن قال رضي الله عنه بعد استطراد :" إن بعض الناس كان يقرأ سورة ألم نشرح فتمثل له خادمان و قالا له:" نحن خدمتها واحد يخدم مولانا محمد بن ناصر و الآخر يخدم مولانا محمد الشرقي فلا تقدر على الوصول لنا فهما يحولان بيننا وبينك." ثم التفت سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه إليه و قال:" يا ساداتنا الطلبة أنتم حملة كتاب الله و تقرؤون الدين و تتعلقون فيما فيه سخط الله فلو أقبلتم على الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم لأغنتكم عن كل شيء ." - 17 - فأرشده بذلك رضي الله عنه إلى ما فيه صلاح حاله وحذره من الوقوف مع الأغراض في العبادات و دله على الإقبال على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فاستغفر الله وتاب إليه ثم طلب من سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه أن يلقينه الورد المحمدي
و قد أرسل سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه إلى صاحبه الفقيه الناسك السالك سيدي المحب بن قدور الزرهوني رضي الله عنه رسالة يرشده فيها إلى الإشتغال بصلاة الفاتح لما أغلق قائلا رضي الله عنه :"
ثم إنك طلبت مني أن آذن لك في زيادة الأذكار على الورد ، فاعلم أني أجزتك في كل ما أردت ، من الأذكار و الأسماء و الآيات و الأدعية ، حيثما أردت ، و كيفما أردت، إلا ما كان من أوراد الشيوخ، التي هي لازمة للدخول في طرقهم فلا آذن لك. و اعلم أن كل ما تذكره من الأذكار، و الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم و الأدعية، لو توجهت بجميعها مائة ألف عام ، كل يوم تذكرها مائة ألف مرة . و جُمع ثواب ذلك كله ما بلغ ثواب مرة واحدة من صلاة الفاتح لما أغلق الخ.
فإن كنت تريد نفع نفسك للآخرة، فاشتغل بها قدر جهدك ، فإنها كنز الله الأعظم لمن ذكرها ، و كل ما تريده من الأذكار فوق الورد، فزده منها زائدا على الورد ، فقد نصحتك لله... " - 18 - .
يا ولدي التجاني العزيز و المحبوب
إنّ الخير كله في الإقتداء بهديٍ سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه ، و الشر كله في مخالفة نهجه القويم رضي الله عنه في السلوك إلى الله تعالى ، عبر طريقتنا المحمدية المباركة .
ثم اعلم رحمك الله ، أن سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه ما منع هؤلاء السادات من استعمال الخواص من الأذكار لعدم استحقاقهم لها ، و من يكون أهلا لتلك الخواص إن لم يكن هؤلاء السادات أهلا لها رضي الله عنهم ؟
إنما فعل ذلك لأمر يعلمه رضي الله عنه، ولسر لا يدركه إلا من ذاق مشربه قدس الله سره، وعرف مقاصده في التربية لأصحابه رضوان الله عليهم.
إنّ ذلك كان قطعا لتشوفهم لنتائج الخواص ليقبلوا بكليتهم على المقصد الأهم ، وهو الوصول إلى حضرة ملك الملوك ، و لكون الخواص من أعظم الحجب المانعة لتحصيل المراد وكذلك لإرشادهم إلى السبيل الأمثل ، وإلى المنهج الأقوم ، عبر طريقتنا المحمدية المباركة ، قال سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه:" طريقتنا للخواص و ليس مبناها على الخواص ." - 19 - .
و على هذا المنهج سار خليفة الشيخ ، و لسان الطريقة ، الفقيه سيدي محمد أكنسوس رضي الله عنه في نصحه لأحد الإخوان قائلا له في إحدى رسائله:" ...إلا أنك إذا أردت الفوز الأكبر، و قبلت النصيحة ، فكل ما تفعل زيادة على ذلك من الأوراد لأجل الثواب و التقرب إلى الله تعالى وطلب رضاه فليكن من صلاة الفاتح ، فإنها لا تقوم لها عبادة ، وليس فوقها إلا الاسم الأعظم لمن أطلعه الله عليه .
فعليك بها ، ثم عليك بها فإنها الكنز الذي أظهر الله في هذا الزمان رحمة بالضعفاء أمثالنا، فلو سمعت ما أعد الله لأهلها من الفضل العظيم لما إشتغلت بغيرها ... " - 20 - .
و قال الفقيه سيدي محمد أكنسوس رضي الله عنه أيضا في رسالة أخرى لأحد الإخوان:" و ما ذكرت من كونك تركت جميع الأوراد . و جمعت الهمة كلها و صرفت الوجهة بأسرها إلى صلاة الفاتح لما أغلق ، و أنك تبلغ منها بين اليوم و الليلة كذا مرة . فاعلم أنك قد حصلت على الكنز الأكبر. والربح الذي لا ييأس صاحبه ولا يخسر . فاحمد الله على ذلك و قد بلغت في أقرب مدة أقصى مقام تتساقط دونه آمال الكاملين. "- 21 - .
أكتفي بهذا القدر في حديثي لك عن عظم فضل صلاة الفاتح لما أغلق، فهو قدر كاف لكل لبيب عاقل.
واعلم أنّ هذه الياقوتة الفريدة هي سر الطريقة وأمرها مشهور عند العامة والخاصة في طريقتنا المحمدية المباركة.
وأنصحك لكي تستفيد منها أن تذكرها بحضور القلب ، لأن القطب الذي يدور عليه السلوك في طريقتنا المحمدية المباركة هو الإكثار من الصلاة والتسليم على الحبيب المصطفى سيدنا محمد الله صلى الله عليه وسلم ، مع كون الذاكر لهذه الياقوتة الفريدة على أحسن الحالات و أكملها يستحضر معانيها و ينصت عند تلاوتها مستحضرا لصورة النبي المرتضى صلى الله عليه وسلم في باطنه بقدر الاستطاعة ويعتقد أنه جالس بين يديه صلى الله عليه وسلم يستمد منه .
واعلم رحمك الله ، أن نصحي لك يطابق نصح سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله تعالى عنه ، و الله هو الهادي إلى سواء السبيل.
يا ولديَ التجاني العزيز و المحبوب
إنّ الذي يريد نيل محبة الله سبحانه و تعالى، ومحبة الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، ومحبة سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه ، فليشتغل بذكر صلاة الفاتح لما أغلق بحضور القلب . فقد قال سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه :" الحضور روح الأعمال.".، فليس هناك أعظم وسيلة لنيل المُراد من الاشتغال بهذه الياقوتة الفريدة مع استفاء شروطها اللازمة والمكملة .
هذا هو السلوك الحقيقي والخالص الذي جاء به سيدي و شيخي و مولاي و حبيبي العزيز أحمد التجاني رضي الله عنه و الذي يتبع فيه بدقة و التزام نهج الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ممتثلا لقول الله سبحانه و تعالى : { لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٌ۬ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأَخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرً۬ا } [ الأحزاب33 الآية :21 ]
واعلم أخيرا ، يا ولديَ التجاني العزيز و المحبوب ، أنه من لم يتأدب للوقت فاته الوقت ...
أسأل الله العلي القدير ، أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه إنه ولي ذلك و القادر عليه . آمين .
من أفقر و أضعف تلاميذ سيدنا الشيخ رضي الله عنه
محمد المنصور المحي الدين التجاني عامله الله بلطفه
-1- الإفادة الأحمدية لمريد السعادة الأبدية لسيدي الطيب السفياني رضي الله عنه
-2- جواهر المعاني و بلوغ الأماني من فيض أبي العباس التجاني لسيدي علي حرازم رضي الله عنه
-3- جواهر المعاني و بلوغ الأماني من فيض أبي العباس التجاني لسيدي علي حرازم رضي الله عنه
-4- جواهر المعاني و بلوغ الأماني من فيض أبي العباس التجاني لسيدي علي حرازم رضي الله عنه
–5-الجامع لدرر العلوم الفائضة من بحار القطب المكتوم لسيدي محمد بن المشري رضي الله عنه
–6- الجامع لدرر العلوم الفائضة من بحار القطب المكتوم لسيدي محمد بن المشري رضي الله عنه
-7- -جواهر المعاني و بلوغ الأماني من فيض أبي العباس التجاني لسيدي علي حرازم رضي الله عنه
-8- الإفادة الأحمدية لمريد السعادة الأبدية لسيدي محمد الطيب السفياني رضي الله عنه ص
-9- الجامع لدرر العلوم الفائضة من بحار القطب المكتوم لسيدي محمد بن المشري رضي الله عنه
-10- جواهر المعاني و بلوغ الأماني من فيض أبي العباس التجاني لسيدي علي حرازم رضي الله عنه
-11- جواهر المعاني و بلوغ الأماني من فيض أبي العباس التجاني لسيدي علي حرازم رضي الله عنه
-12-رفع النقاب بعد كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب لسيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه
-13-جواهر المعاني و بلوغ الأماني من فيض أبي العباس التجاني لسيدي علي حرازم رضي الله عنه
-14- جواهر المعاني و بلوغ الأماني من فيض أبي العباس التجاني لسيدي علي حرازم رضي الله عنه
-15- كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب لسيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه
-16- رفع النقاب بعد كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب لسيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه
-17- رفع النقاب بعد كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب لسيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه
-18- جواهر المعاني و بلوغ الأماني من فيض أبي العباس التجاني لسيدي علي حرازم رضي الله عنه
-19- رفع النقاب بعد كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب لسيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه
-20-رسائل معلمة معلم سوس الفقيه أبي عبد الله سيدي محمد أكنسوس للأستاذ محمد الراضي كنون
-21- رسائل معلمة معلم سوس الفقيه أبي عبد الله سيدي محمد أكنسوس للأستاذ محمد الراضي كنون