منتديات أبناء الشريف الكاب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أبناء الشريف الكاب

منتدي ثقافي ديني اجتماعي يهدف الي نشر القيم والمبادئ والارشاد الصوفي السلفي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  احباب الله ثقافة واخلاق  

 

 تعاليم الطريقة التجانية \ الروح و القلب و السر و مراتب النفس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشريف حسن الكاب
Admin
الشريف حسن الكاب


عدد المساهمات : 199
تاريخ التسجيل : 26/11/2011
العمر : 51
الموقع : www.facebook.com

تعاليم الطريقة التجانية \ الروح و القلب و السر و مراتب النفس    Empty
مُساهمةموضوع: تعاليم الطريقة التجانية الروح و القلب و السر و مراتب النفس    تعاليم الطريقة التجانية \ الروح و القلب و السر و مراتب النفس    I_icon_minitimeالأحد يناير 08, 2012 4:54 am

سئل سيدنا رضي الله عنه عن النفس و الروح و القلب و السر، هل هم أسماء لمسمى واحد، أو كل واحدة من ذلك على حدة ؟ فإن قلنا أسماء لمسمى واحد فما فائدة التعدد، وإن قلنا كل واحد منها على حدة، فالخطاب إنما هو للروح وهي التي تتنعم و تذوق ألم العذاب ؟


فأجاب رضي الله عنه:

اعلم أن هذه الأسماء المتعددة إنما هي لمسمى واحد لا تعدد فيها ، و إنما تتعدد أسماء الروح لتعدد مراتبها ، و بيان ذلك أن الله تبارك و تعالى خلق الروح الإنساني من صفاء صفوة النور الإلهي فلم تزل في غاية الصفاء كاملة المعرفة بالله تعالى مستقرة في محبته ووحدانيته عارفة بأسمائه و صفاته ، لا تلتفت لغيره و لا تبالي بسواه.
ثم أسكنها قارورة الجسم الإنساني فاكتسب الجسم بحسب استقرارها فيه حياة و إدراكا ، و تكوِّن في الجسد بحسب الروح نفسا ، وهي البخار اللطيف الحامل لقوة الحياة باجتماع الروح و الجسد ، فإن افترقا انعدم وجوده أي النفس وهو البخار اللطيف ، و هذا الشيء المعبر عنه بالنفس وهو منبع الأخلاق الذميمة و الأوصاف الفاسدة السقيمة ما دام حكمه مستوليا على العبد .
فالروح أسير في يده لا يسعى إلا في مرضاته وهو في غاية الهلاك و البعد عن الحضرة الإلهية رغم قوة نورانية الروح بسبب استقراره في الجسم والتلطخ بأدرانه و أوساخه ، فاستولى عليه حكم النفس الخبيثة و صار فاسقا عن أمر ربه ، و ذلك آثار حكم الجسم ، لأن الجسم متكون في محل الظلمة وهو الماء و التراب وكان في غاية الكثافة.
إذا فالروح هو أصفى الجواهر و أعلاها لأنه من صفاء النور الإلهي إنما اكتسبت الظلمة في عالم الجسم، فما دامت الروح ميالة إلى المعاصي و المخالفات و متابعة الهوى تسمى في هذا المقام بالنفس الأمارة بالسوء

فإذا طرا عليها من الأنوار الإلهية ما يخرجها عن بعض ما كانت متصفة به من المعاصي و المخالفات عن طريق التوبة ، أخذت في توبيخ نفسها و لومها عما فرطت فيه من الحقوق الإلهية ،و الزجر و التوبيخ الشديد للرجوع إلى باب الجواد الكريم ، فهي في هذا المقام تسمى النفس اللوامة لأنها تلوم نفسها على ما فرطت فيه من حقوق الله تعالى.

ثم إذا طرا عليها من الأنوار ما يقضي بإخراجها عن كثائف المعاصي و المخالفات المعبر عنها بالكبائر ، وبقي عليها لطائف المخالفات و دقائقها ، تسمى في هذا المقام قلبا لأنها شمت رائحة الحضرة القدسية ، فتارة يهزها شم تلك الروائح القدسية فتحن شوقا إلى ما كانت عليه في وجودها الأول ، وتارة تغلب عليها كثافة ظلمات طبيعتها المكتسبة من استقرارها في الجسم ، فتحن إلى مقتضيات شهواتها و متابعة هواها ، فلأجل تقلبها في هذين المقامين سميت قلبا .

ثم إذا فاض عليها من الأنوار الإلهية من حضرة القدس ما يقضي بكمال طهارتها من جميع المخالفات كثيفها و لطيفها و دقيقها و جليلها ، و رسخت قدمها في العمل لطاعة الله و التوجه إليه و سكن اضطرابها من ذلك تسمى في ذلك المقام النفس المطمئنة ، لكنه بقي عليها ميل لغير الله و إن كان حلالا ، وبقي فيها أثر للاعوجاج وبقية ضروبٍ من التدبير و الاختيار في مصالحها .

ثم إذا فاض عليها من الأنوار الإلهية ما يقضي بهدم جميع أبنية اختياراتها و مألوفاتها بالرجوع إلى الله تعالى عارية عن كل من سواه ، فهي في هذا المقام تسمى النفس الراضية لكنه بقيت فيها آثار من الأبنية التي تهدمت قبلها ، و تلك الآثار كآثار الجروح إذا برئت فتبقى فيها بقية كزازة عن حضرة الحق.

ثم إذا فاض عليها من أنوار حضرة القدس ما يقضي بكمال طهارتها من آثار الأوهام و أبخرة المحسوسات و قُطع ذلك عينا وأثرا ، وانمحق وجودها وانعدم شهودها ، و هذا الفيض هو النور الأكبر المعبر عنه في اصطلاح العارفين بالفتح الأعظم ، فهي تسمى في هذا المقام بالنفس المرضية
إلا أنه انعدم منها الحس و الإدراك فلا علم و لا رسم و لا اسم إلا مشاهدة الحق بالحق في الحق للحق عن الحق ، فهذا هو المعبر عنه بفناء الفناء ، و هنا يكون قد كمل رضا خالقها عنها و لذا تسمى المرضية .

فإذا فاض عليها من أنوار حضرة القدس ما يقضي لها بتمييز المراتب وتفصيلها و معرفة خواصها واستحقاقاتها ، و إحاطتها بمقتضيات المراتب و لوازمها جملة و تفصيلا تسمى في هذا المقام النفس الكاملة .

ثم إذا فاض عليها من أنوار حضرة القدس ما يقضي بهدم بناء الإشارات ودك محسوسات العبارات واتصفت بذلك ظاهرا و باطنا وأفاض عليها من الأنوار بعد ذلك ما يقضي لها بما نسيته من الصفاء الأول صارت في هذا في مقام الإخفاء ، لأنها بعدت عن العقول وأفكار الفهوم .
ثم بعد هذا هي دائمة الترقي في المقامات بلا نهاية في طول عمر الدنيا ، و في مدة البرزخ ، و في الخلود الأبدي في الجنة لا ينقضي ترقيها و لا يتناهى فهي في كل مقام ينكشف لها من صفات الله و أسمائه و أسراره و أنواره و فتوحاته و فيوضاته مايكون بالنسبة للمقام الذي ارتقت عنه كالبحر للنقطة في الاتساع ، وكنسبة ضياء الشمس لسواد الليل في الصفاء ، ففي المقام الذي ترتقيه فوق مقام الإخفاء تسمى سرا لشدة بعدها عن مقام الإخفاء ، و في المقام الذي فوق مقام السر تسمى سر السر و في المقام الثالث تسمى سر سر السر و هكذا كلما ارتقت مقاما تأخذ فيه أسماء السر إلى ما لا نهاية له.

و هكذا يتبين لك أن هذه الأسماء المتعددة إنما هي لمسمى واحد وهي الروح، إنما تغيرت أسماؤه لتغاير مراتبه.



و أما قول السائل من المخاطب هل الروح أو النفس أم الجسد ؟

فالجواب:
أن المخاطب بالخطاب الإلهي التكليفي إنما هي الروح لأنها هي القلب، و هي النفس كما قدمنا في مراتبها وليس الجسد هو المخاطب ، و إنما خلق مقرا للروح و مطية لها تركب عليه لتؤدي به الحقوق التي كلفها خالقها بها ، فهي المكلفة وهي المأخوذ عليها الميثاق ، وهي المثابة و المعذبة ، وهي المنعمة و المنغصة ، إلا أنه لا ينالها عذاب و لا نعيم إلا بواسطة جسم وذلك اختيار إلهي فقط ، فهي مركبة في هذا الجسم تعذب بعذابه و تتنعم بنعيمه.
وبعد الموت تركب في جسد آخر تدرك بسببه النعيم و العذاب ، يشهد لذلك قوله صلى الله عليه و سلم ": أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر " و قوله صلى الله عليه و سلم : " إذا مات المؤمن أعطي نصف الجنة " الحديث ، و المراد بهذا التنصيف نصف النعيم في الجنة لأن كمال النعيم في الجنة لا يكون إلا باجتماع الروح و الجسد ، فلها نصف النعيم و له نصف النعيم وهو المعبر عنه في الحديث بنصف الجنة وهذا للعارف و للشهيد فقط ، أما باقي المؤمنين فمحجورون عن السياحة في الجنة إنما تعرض عليهم مقاعدهم في الجنة بالغداة و العشي فحسب.

مأخوذ من "جواهر المعاني" لسيدي علي حرازم برادة (رضي الله عنه)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hilalalkab.sudanforums.net
 
تعاليم الطريقة التجانية \ الروح و القلب و السر و مراتب النفس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بعض تعاليم الطريقة التجانية \ الأدب
» تعاليم الطريقة التجانية \ في حديث : حفت الجنة بالمكاره
» فقه الطريقة التجانية
» مصادر اوراد الطريقة التجانية
» سلوك المنهج القويم في الطريقة التجانية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أبناء الشريف الكاب  :: عدة تعاليم أخرى متنوعة عن الإسلام و الإيمان و التصوف والطريقة التجانية-
انتقل الى: