قال سيدنا رضي الله عنه :
حقيقة المكر هو إظهار النعمة على العبد و بسطها له بما يستدرجه إلى غاية الهلاك في تلك النعمة ، يقول تعالى: {أيحسبون أنما نمدهم به من مال و بنين* نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}.المؤمنون.
وصفة العبد أن يكون دائما خائفا من ربه ، لا يأمن على نفسه بحال و لا يطمئن قلبه من خوف عذاب الله تعالى ، قال سبحانه و تعالى : { و الذين هم من عذاب ربهم مشفقون * إن عذاب ربهم غير مأمون} .المعارج.
والإيمان له جناحان كالطائر ، الجناح الأول هو الخوف ، وهو توجع القلب من خشية الوعيد ، وفي الحديث قال عليه الصلاة و السلام : " المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ، و المنافق يرى ذنوبه كالذباب مر على أنفه " . و الجناح الثاني هو الرجاء في الله سبحانه و تعالى بأن يغفر له و لا يعذبه ، بدون أن يتوقع فيه الأمان ، لأن الرجاء إذا تمحض وحده بلا خوف كان أمنا ، و الأمن من الله تعالى عين الكفر بالله ، و إذا تمحض الخوف وحده كان يأسا من الله عز و جل ، و اليأس من الله تعالى عين الكفر بالله
وفي هذا المعنى يقول الشريسي:"
و لا ترين في الأرض دونك مؤمنا و لا كافرا حتى تغيب في القبر
فإن ختام الأمر عنك مغيب و من ليس ذا خسر يخاف من المكر"
مأخوذ من كتاب "جواهر المعاني " لسيدي علي حرازم برادة رضي الله عنه