قال سيدنا رضي الله عنه :
الخواطر عددها سبعون ألف خاطر ، تخطر كل يوم على القلب حتما لا يتخلف منها واحد ، لأن القلب مثل البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، و إذا خرجت لم تعد له أبدا ،كذلك القلب يدخله كل يوم سبعون ألف خاطر وهي تنقسم إلى أربعة أقسام بالنسبة إلى القلب المحجوب.
فقسم منها يلبسه الشيطان عند دخوله للقلب ويلقي له من وسواسه ، و قسم تلبسه النفس ، و قسم يدخل معه الملك ، و قسم لا يدخل معه شيء.
و لذلك قسموا الخواطر إلى أربعة أقسام : شيطاني و نفساني و ملكي و رباني
و بيانها أن الشيطان لا يأمر إلا بالمخالفة، و لا يثبت في أمر واحد بل ينتقل من أمر إلى أمر و كيده ضعيف كما قال تعالى:{ إن كيد الشيطان كان ضعيفا } النساء.
و أما النفساني فلا يأمر إلا بالانغماس في الشهوات، سواء كانت محرمة أو مباحة، و انتقالها عما ألفته صعب، لا يزول إلا بالمجاهدة.
و أما الملكي فلا يأمر إلا بالخير من فعل أو قول.
و أما الرباني فلا يأمر إلا بالتعلق بالله و الزهد فيما سواه.
فهذا هو الفرق بينها لمن أراد أن يعرفها ليميزها، و لا يميزها إلا أهل المحاسبة، و أما الغافلون فلا دراية لهم بها.
هذا بالنسبة للقلب المحجوب و أما القلب المجرد (المفتوح عليه) فالخواطر كلها قسم واحد، فلا تأتي إلا بخير و لا تأمر إلا به، لطهارة البيت الذي ترد عليه و بعده من النفس و الشيطان.
و أما القلب الذي بينهما ، أي المحجوب و المفتوح عليه ، فترد عليه بحسب حاله أيضا.