الجواب
أولا من ناحية علماء الحديث فإنه ليس هناك إجماع على بطلان أو ضعف الحديث بل ذهب الجمهور إلى استحبابها قال ابن عابدين وحديثها حسن لكثرة طرقه ووهم من زعم وضعه.
وقد رُوى حديث صلاة التسبيح من طرق كثيرة عن جماعة من الصحابة منهم عبد الله بن عباس و أبو رافع الأنصاري مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم و عبد الله بن عمرو الأنصاري .
قال المنذري في " الترغيب و الترهيب " أمثلها حديث عكرمة و قد صححه جماعة منهم الحفاظ : أبو بكر الآجري و أبو محمد بن عبد الرحيم المصري و أبو الحسن المقدسي .
وحديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن. قال أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس : صلاة التسبيح أشهر الصلوات وأصحها إسناداً . وقال البيهقي :" كان عبد الله بن المبارك يصليها وتداولها الصالحون بعضهم عن بعض ، وفي ذلك تقوية للحديث."
وقد اختلف الحفاظ في الحكم على هذا الحديث فمنهم من صححه ومنهم من ضعفه والذين صححوه هم جمهور المحققين ، ومنهم الدارقطني ، والخطيب البغدادي ، وأبو موسى المدني. وكل ألف فيه جزءاً ، وأبو بكر بن أبي داود ، والحاكم ، والسيوطي ، والحافظ ابن حجر ، والألباني ، وغيرهم ...
إذا فلا خوف على من أراد القيام بهذه الصلاة راجيا ثوابها العظيم خاصة أن جماعة كبيرة من العلماء في كافة العصور و السلف الصالح كانوا لا يتركون فعلها .
من ناحية أخرى فإن علماء الحقيقة و المعرفة من شيوخ السلوك الواصلين أصحاب الأنوار و المعارف قد قرروا أن أصل هذه الصلاة هو من التعاليم النبوية المحققة على صاحبها أفضل الصلاة و السلام وأنها من الأعمال الفضيلة التي يجب على كل سالك لله تعالى الارتباط بها .
و من المعلوم عند أهل التحقيق أن درجة علماء الحقيقة من العارفين بالله فوق درجة الفقهاء و المحدثين لأنهم جمعوا شرف العلوم الرسمية و المكنونة.
أما صفتها فتصلي أربع ركعات تقرا في كل ركعة فاتحة الكتاب و سورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة قلت و أنت قائم: "سبحان الله و الحمد لله و لا اله إلا الله و الله أكبر" خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تهوى ساجدا فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك من السجود الأول فتقولها عشرا ثم تسجد و تقولها عشرا و ترفع رأسك من السجود الثاني فتقولها عشرا فذلك خمس و سبعون في كل ركعة ثم تفعل ذلك في أربع ركعات.
عَنْ عكرمة عَنْ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ للعبَّاسِ ابنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ : « يَا عبَّاسُ يَا عَمَّاهُ ! أَلا أُعْطيكَ ، أَلا أَمْنَحُكَ ، أَلا أَحْبُوكَ ، أَلا أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصَالٍ ؟ إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ : أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ، قَدِيمَهُ وَ حَديِثَهُ خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ ، صَغِيرَهُ وَكَبِيَرهُ ، سِرَّهُ وَعَلانِيَتَهُ ، عَشْرَ خِصَالٍ : أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ في كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ في أَوَّلِ رَكْعَةٍ فَقُلْ وَأَنْتَ قَائِمٌ : سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلهً إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ خَمْسَ عَشَرَةَ مَرَّةً ، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشَراً ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْراً ، ثُّمَ تَهْوِي سَاجِدَاً فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْراً ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْراً ، ثُمَّ تَسْجُدُ وَتُقُولُهَا عَشْراً ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهَا عَشْراً ، فَذلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ في كُلِّ رَكْعَةٍ ، تَفْعَلُ ذلِكَ في أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ ، إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا في كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً » .
أخرجه أبو داوود وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه
قوله "غفر الله لك ذنبك أوله و آخره ... صغيره و كبيره " يدل بظاهره على مغفرة الكبائر ، وهو محمول على إذا ما اقترنت ببقية شروط التوبة من الاستغفار و الندم و العزم على عدم العودة ؛ كما أنه لا يتناول حقوق العباد ، فلا تسقط عن ذمته إلا بإرجاع الحقوق إلى أصحابها ، و إنما تبرأ ذمته مما هو خاص بحقوق الله تعالى المحضة.
و قوله " تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب و سورة " مطلق في أي السور يختار القارئ و قد اختار بعضهم لذلك التكاثر، العصر، الكافرون، الإخلاص
و قوله: " ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا " أي بعد قول:"سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد." و كذلك في كل ما يأتي تقال التسبيحات بعد أذكار الصلوات الأصلية .