جواب السؤال 14
الجواب
للأسف هذه الانتقادات و غيرها تتكرر دائما و ذلك للعديد من الأسباب :
إما جهلا بهذه الطريقة المباركة و بأنها طريقة علم و عمل واقتداء بالسنة الشريفة ، أوجهلا بشيخها رضي الله عنه الذي تلقاها من سيد الوجود صلى الله عليه وسلم ، أوعائد لنقل كل ما يُسمع أو يُروج عن الطريقة من أباطيل و أكاذيب بدون تثبت ، في حين أن الله تعالى يقول :[وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً] .الإسراء. ويقول أيضا : [ َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ] .الحجرات .
و يقول صلى الله عليه و سلم: " كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما يسمع ."
أو أن مرد ذلك أنه توجد فعلا كتب محرفة أوفيها أقوال مدسوسة على الطريقة أو منسوبة زورا و كذبا للشيخ رضي الله عنه.
يقول سيدي محمد الحافظ رضي الله عنه: "
وليس ما يؤلفه بعض المنتسبين للطريقة بحجة على كل أهل الطريقة ما داموا لم يقروه فإن المؤلفين ليسوا بمعصومين من الخطأ ، وعندنا كتب التفسير فيها ما فيها و لكثير من أفذاذ العلماء مؤلفات بها أمور قد أخطأوا فيها أو دست عليهم .
وقد ذكر الشيخ الشعراني في "اليواقيت و الجواهر" أنه كذب على الشيخ محي الدين ابن عربي وثبت ذلك لديه وكذب على الإمام أحمد و على الشيخ مجد الدين الفيروز آبادي صاحب "القاموس" دسوا عليه كتابا في الرد على أبي حنيفة و تكفيره و دفعوه إلى أبي بكر الخياط فأرسل يلوم الشيخ مجد الدين على ذلك فكتب إليه أن احرق ذلك الكتاب فإنه افتراء من الأعداء وأنا من أعظم المعتقدين في الإمام أبي حنيفة وذكرت مناقبه في مجلد .
وقال الشعراني :" وكذلك دسوا عليّ أنا في كتابي المسمى "البحر المورود"جملة من العقائد الزائغة وأشاعوا تلك العقائد في مصر ومكة نحو ثلاث سنين وأنا بريء منها كما بينت ذلك في خطبة الكتاب لما غيرتها وكان العلماء كتبوا عليها وأجازوه فما سكتت الفتنة حتى أرسلت إليهم النسخة التي عليها خطوطهم وهذا في حياته فكيف الأمر بعد وفاته .
وإننا قد أعلنا مرارا أن أصحاب الشيخ الذين عاصروه قرروا أن في الكتب المنسوبة للطريقة أقوالا حرفت عن الشيخ و أقوالا لم يقلها و ذكر ذلك سيدي إبراهيم الرياحي شيخ الإسلام بتونس في عصره و مؤلف "جواهر المعاني" نفسه ذكر فيه أنه لم يتلق كل ما ذكر فيه عن الشيخ وأنه روى بعضه عن قوم عنه .
وبعضهم كان يروي القدر الذي فهمه وكثيرا ما يخطئ إنسان في فهمه [...] فإن وجد فيه ما يخالف الشريعة على فرض أنه لا يمكن حمله على وجه شرعي فلا تقوم به الحجة شرعا على من نسب إليه لاسيما وقد تبرأ الشيخ مما يخالف الشريعة ولم يجعل بينه وبين أصحابه ميزانا إلا الكتاب و السنة وقد سئل شيخ الطريقة نفسه:" أيكذب عليك؟ " ، قال :" نعم , إذا سمعتم عني شيئا فزنوه بميزان الشرع . " وقد قال تعالى :[ فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول] [...] و أن الشيخ وعلماء الطريقة بينوا أنهم لا يتقيدون إلا بالشرع الشريف وإن ما لا يمكن حمله على وجه شرعي مما نسب إلى الشيخ فهو مكذوب عليه نرده و لا نأخذ به وإن كان في الكتب التي ألفها بعض المنتسبين للطريقة .
وقد اختلفت نسخ " جواهر المعاني" وفي بعضها زيادة ونقص وقد اجتمعت بمكة المكرمة بالشيخ إبراهيم أنياس الكولخي من علماء السنغال فأخبرني أن لديه نسخة من "الجواهر" بخط المؤلف وهي خلو من الأوامر التي وقع عليها الاعتراض في "الجواهر" المطبوعة ...
وقد ثبت أن أولاد الشيخ رضي الله عنه أحرقوا بعض الكتب التي نسبت للشيخ و للطريق زورا وأعلنوا أنها مكذوبة وقد وضح ذلك علماء الطريق قبل أن نولد … "
أما بالنسبة لسؤالك عن كتب الطريقة التي يجب إعتمادها و ما هي التي يجب تركها...
المؤلفات في هذه الطريقة المحمدية كثيرة و غزيرة فمن شيوخها الأفاضل رضوان الله عليهم من ألف بالعشرات حتى أنه هناك من تجاوزت مؤلفاته المائة والخمسين كالعلامة سيدي أحمد بن العياشي سكيرج رضي الله عنه .
و القاعدة في ذلك دائما هو ما قاله سيدنا أحمد التجاني رضي الله عنه:" إذا سمعتم عني شيئا فزنوه بميزان الشرع فإن وافق فاعملوا به وإن خالف فاتركوه . "
ومن مؤلفات الطريقة على سبيل الذكر :
كتاب "جواهر المعاني" لسيدي علي حرازم برادة رضي الله عنه
كتاب " الرماح " لسيدي عمر الفوتي رضي الله عنه
كتاب " بغية المستفيد " لسيدي العربي ابن السايح رضي الله عنه
كتاب " الجامع " لسيدي محمد بن المشري رضي الله عنه
كتاب " كشف الحجاب " لسيدي أحمد سكيرج رضي الله عنه
كتاب " الدرة الخريدة " لسيدي محمد النظيفي رضي الله عنه
و القائمة لا تزال طويلة..