لله الرحمن الرحيم
ألا قبح الله الجهول أخا النكر=مكفر أصحاب الطريقة والذكر
ألم يدر أن المرء يصبح كافرا = بتكفيره شخصا بريئا من الكفر
فكيف بمن يدلي بتكفير أمة = تطيع رسول الله في النهي والأمر
تصلي لمولاها تحج لبيته = تزكي زكاة الشرع في المال والفطر
تصوم صيام القائمين لليله=وتؤمن بالرسل الكرام وبالحشر
وتشهد أن الله رب منزه= عن الكيف والتقييد والأين والحصر
وأن رسول الله أحمد مرسل = لأمته وهو الوسيلة للخير
وأن كتاب الله من عند ربه= أتاه به جبريل في ليلة القدر
وتلك صفات المؤمنين عقيدة = وصحب التجاني في الطليعة والصدر
إمامهم المكتوم أحمد سيدي = ممد ذوي العرفان بالفيض والسر
قلوبهم فيها السكينة أنزلت = وقد عرفوا بالحلم والزهد والصبر
ونالوا مقاما لا يقدر قدره = ولا سره يفشي لزيد ولا لعمر
وخاضوا عباب البحر حتى توصلوا= إلي درر الأصداف في لجج البحر
أولئك آبائي فجئني بمثلهم = إذا اجتمعت قوم المحامد والفخر
ففي قطرنا لم نلف أروع منهم = وما إن رأينا مثلهم خارج القطر
هم القوم لا يخشي مدي الدهر مكرهم = إن قام بعض الناس بالمكر والغدر
وما اجتمعوا إلا علي البر والتقى = وليس ابتداعا الاجتماع علي البر
ووردهم ذكر الصلاة علي النبي = بدء بالاستغفار والحمد والشكر
وماهو إذا نذر ما صح ندبه = وأهل الوفا والصدق يوفون بالنذر
وأوقاته قبل الغروب عشية = وقبل طلوع الشمس أو مطلع الفجر
وذاك امتثال للذي أمروا به = كما جاء في الآيات من محكم الذكر
وفي حلق الأذكار كان مرادهم حصول = الذي فيه من الخير والأجر
وتعظيمهم للشيخ ليس ببدعة = ولا هو في الإسلام يوصف بالحظر
فمن عظم المولي تراه معظما لمن = هو عند الله مرتفع القدر
فصحب النبي غضوا من الصوت عنده = كان علي هاماتهم أجنح الطير
وما عبدوا إلا الذي هو خالق = وفي يده كل المنافع والضر
لنا بهداهم أسوة ثم إننا = علي نهجهم ننوي متابعة السير
وغايتنا ذات الإله ولم نكن = كمن يكتفي جهلا عن اللب بالقشر
وما قلت هذا للتفاخر والريا = ولكن لتقديمي بواسطة الشعر
بطاقة تعريفنا لوجه طريقنا = أحيط بها علم الذي لم يكن يدري
ليقبل قول الحق إن كان منصفا = ويعمل فيها الفكر إن كان ذا فكر
ويعذر حال الجذب من قال قولة = من الشطح لا تعني سوي النفي للغير
فإن سوي المولي سراب بقيعة = وشكل انعدام مثل دائرة الصفر
ومن ينف غير الله ليس بآثم = وليس عليه من جناح ولا حجر
ولكنه قد وحد الله مخلصا = له الدين والإخلاص أغلي من الدر
فمن رزق التصديق صدق حاله = ومن حرم التصديق مال إلي النكر
وذو النكر يلفي ضيق الصدر دائما = وذو الصدق والتصديق منشرح الصدر
وذو الخير من يدعو إلي اليسر والهنا = وذو الشر من يدعو إلي الضيق والعسر
ومبغض أهل الله لا شك هالك = إذا لم يتب قبل الرحيل إلي القبر
وذو الجهل بين الجاهلين مصدق = كما يسبق السباق من وحده يجري
ومن كان ذا جهل ويجهل جهله = أقول له بيتا قديما من الشعر
ومن عجب الأشياء أنك لا تدري = وأنك لا تدري بأنك لا تدري
أعوذ بربي من شرور نفوسنا = ومن ظلمات الجهل في آخر الدهر
وصل علي الهادي صلاة كمالها = يناسب للمقدار حقا وللقدر
وسلم عليه ثم صل وسلمن = علي الآل والصحب الجهابذة الغر