هذه الصلاة الخاصة هي مما أملاه سيد الوجود صلى الله عليه و سلم على شيخنا أحمد التجاني رضي الله عنه ، و هي من أركان الوظيفة في هذه الطريقة التي اختصت بأذكار لا تنال إلا بمحض الامتنان و الفضل المحض الذي لا سبب له إلا العناية الأزلية .
يقول صاحب البغية في شرح قول ناظم المنية ( رضي الله عنهم ) :
و من تلا جوهرة الكمال سبعا يكون سيد الإرسال
و الخلفاء الراشدين الأربعة ما دام ذاكرا لها بعد معه
و ذاك بالأرواح و الذوات و ليس للمنكر من نجاة
من (تلا) قرأ (جوهرة الكمال) في مدح سيد الإرسال صلى الله عليه و سلم الصلاة المعروفة عند أهل الطريقة ، و المراد ب (الذوات) الصور التي تظهر فيها الأرواح في البرزخ و الله تعالى أعلم .
و أراد الناظم رحمه الله تعالى و رضي عنه الإخبار بما ثبت عن الشيخ حسبما هو في "جواهر المعاني" و غيره من أن هذه الصلاة الشريفة إذا قرأها الواحد من أهل هذه الطريقة المباركة منفردا أو في جماعة كما هو الشأن في الوظيفة سبع مرات يحضره النبي صلى الله عليه و سلم و يستمر حضوره معه هو و الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم ما دام يذكرها إلى أن يفرغ منها .
وهي تقرأ اثني عشر مرة في الوظيفة فيكون حضوره صلى الله عليه و سلم و أصحابه الأربعة من السابعة إلى ختم الوظيفة بلا شك.
و قوله (بالأرواح) في بعض الروايات عن الشيخ رضي الله عنه التصريح بأن الحضور المذكور هو بالأرواح فقط ، ووقع في بعضها بالأرواح و الذوات وهو ما اعتمده الناظم ، و على هذا فلو كشف الحجاب عن الذاكرين أو بعضهم لشاهدوه صلى الله عليه و سلم على صورته التي قبضه الله تعالى عليها ، يعني بذاته الحقيقية ، و كذا الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم .
ومما حصله الشيخ جلال الدين السيوطي رضي الله عنه من مجموع الأحاديث و النقول التي في "تنوير الحلك" ، وهو أنه صلى الله عليه و سلم حيّ بجسده و روحه ، و أنه يتصرف و يسير حيث شاء في أقطار الأرض وفي الملكوت ، وهو بهيئته التي كان عليها قبل و فاته لم يتبدل منه شيء إلا أنه غيب عن الأبصار كما غيبت الملائكة مع كونهم أحياء بأجسامهم ، فإذا أراد الله تعالى رفع الحجاب عمن أراد الله كرامته برؤيته رآه على هيئته التي هو عليها لا مانع من ذلك.
و أما في حق الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم فقد صرح المحققون فقالوا : إنه صلى الله عليه و سلم حي يعلم سؤال من سأله ، و كذلك الشهداء و الأولياء .
و في جواب لسيدي علي الخواص في "الدرر" التصريح بأن الأولياء لهم الإطلاق و السراح في البرزخ ، فليسوا كغيرهم ، و لا محالة أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم هم سادات الأولياء و أئمتهم ، و خصوصا الخلفاء المفضلين بالنص الصريح ، رضي الله عنهم أجمعين و نفعنا بمحبتهم آمين.
و لا يشكل عليك أن يكون هذا الحضور في ساعة واحدة في الأقطار المتباعدة ، فتحتاج إلى تكييف ذلك فلا يحتمل التكييف ، فقد ورد في المواهب اللدنية السؤال عن كيفية رد النبي صلى الله عليه و سلم على من يسلم عليه في مشارق الأرض و مغاربها في آن واحد ، فكان الجواب:
كالشمس في وسط السماء و نورها يغشى البلاد مشارقا و مغاربا
ثم أضاف : و لا ريب أن حاله صلى الله عليه و سلم في البرزخ أفضل و أكمل من حال الملائكة ، و هذا سيدنا عزرائيل عليه السلام يقبض مئة ألف روح في وقت واحد لا يشغله قبض عن قبض ، وهو مع ذلك مشغول بعبادة ربه مقبل على التسبيح و التقديس فنبينا صلى الله عليه و سلم أولى.
و قد نقل الشيخ زروق عن العقباني رحمهما الله تعالى إن التكذيب بكرامات الأولياء كالتكذيب بمعجزات الأنبياء ، لأن كل كرامة لوليّ هي تصديق لنبيه الذي اتبعه ، و الإنكار أيضا جهل بقدرة القادر جلّ و علا و تعجيز لها ، وكفى بهذين الأمرين الخطيرين خسارة و تعرضا للشقاء و العياذ بالله تعالى ، و إليه أشار الناظم ب ( و ليس للمنكر نجاة ) فليحذر ذلك المؤمن المشفق على دينه و نفسه.
و في "البحر المورود" :" أخذ علينا العهود أن لا نكذب الصالحين إذا أخبرونا بشيء تحيله عقولنا إلا إذا عارض نصا شرعيا ، و ذلك لأن غاية الواحد منهم أن يخبرنا عن القدرة الإلهية أنها فعلت ممكنا لا غير ، و الله على كل شيء قدير."
فمن يكن عجز عن تطهير ما يلبسه أو حكمه التيمّما
أو كان قد عجز عن تطهير بدنه الكثير و اليسير
أو عن طهارة مكان وسعه مع النبيّ و الخلفاء الأربعة
فحكم هذا جعله منها بدل عشرين من فريدة كما انتقل
أشار بهذا إلى ما تواتر عن الشيخ رضي الله عنه ، أن من عجز عن الطهارة المائية في الثوب و المكان و البدن ، أو كان فرضه التيمم فإنه يعوض جوهرة الكمال في الوظيفة بعشرين من صلاة الفاتح لما أغلق.
وقوله: ( أو عن طهارة مكان ) إلى آخر البيت أراد به تحديد البقعة التي يجب تطهيرها في حق ذاكر هذه الصلاة الشريفة ، و ما صرح به الناظم في هذا التحديد لا نحفظه عن الشيخ إنما المحفوظ عندنا من الرواية الثابتة عن الثقات الأثبات عن سيدنا رضي الله عنه في هذا التحديد أن يسع المكان الذي تطلب طهارته ستة من الناس.
ولتذكرن هذي الصلاة راجلا لا راكبا إذا تكون راحلا
واشترطوا طهارة الأرض كما تفهمه من الذي تقدما
من شروط جوهرة الكمال أنها لا تذكر على ظهر دابة و لا على سفينة أيضا حسبما تلقيناه من جماعة من أصحاب سيدنا رضي الله عنه ، فللمسافر أن يقرأ الوظيفة على ظهر دابته ، فإذا وصل إلى جوهرة الكمال ترجل و ذكرها راجلا بشرط أن تكون الأرض التي يطؤها طاهرة و إلا فتسقط قراءتها و تعوض بعشرين من الفاتح لما أغلق ، فإذا وصل السابعة جلس حتى يختم الوظيفة ، إلا كضرورة خوف و نحوه ، والله تعالى أعلم.
تنبيه
بالنسبة لجوهرة الكمال لا يمكن تلاوتها إلا بالطهارة المائية في حين أنه يمكن تلاوة القرآن بدونها عند العذر فهذا لا يعني أنها تفضل القرآن إنما هو شرط فقط أو خاصية لهذه الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم و تخصيص شيء ما بخاصية لا يعني تفضيله على غيره و المزية لا تختص بالفاضل دون المفضول في كل شيء فإن المزايا يختص الله بها المفضول في بعض المراتب، كما جاء في الحديث في فضل سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه حيث قال له صلى الله عليه و سلم :" ما سلكت فجا إلا سلك الشيطان غيره." ، في حين أن الحال لم يكن كذلك مع الرسول صلى الله عليه و سلم فهذا لا يعني بالمرة أن عمر رضي الله عنه أفضل من الرسول صلى الله عليه و سلم إنما هي ميزة أو خاصية فحسب ، كمزية إبراهيم عليه الصلاة و السلام لكونه أول من يكسى يوم القيامة من جميع الخلق و مزية موسى عليه الصلاة و السلام كونه صاحب لحية في الجنة دون جميع الخلق ، و لم تكن له صلى الله عليه و سلم رغم شفوف رتبته.
أو كما ثبت عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : " إن لله عبادا ليسوا بأنبياء و لا شهداء يغبطهم النبيون " الحديث و هذه المزية يختص الله بها المفضل دون الفاضل وهم الأنبياء عليهم السلام على جلالة قدرهم و شفوف مرتبتهم و مركزهم الأسمى لم يحرك لهم الحق هذه المزية التي لاطف بها صغار الأحباب .
جوهرة الكمال من إملاء إمام الإرسال و الأنبياء
على حبيبه الولي العالم قطب الورى احمد نجل سالم
و بعض فضلها تقدم و من لازمها سبعا فأكثر تمَن
بأن يكون خير الأنبياء يحبه و من الأولياء
و هذا ما هو مصرح به في الجواهر و غيره من الإجازات بل هو مما بلغ حد التواتر القطعي بين جميع الأصحاب ، وهو أن هذه الصلاة أي جوهرة الكمال من إملاء سيد الوجود صلى الله عليه و سلم على سيدنا رضي الله عنه ، و إنما قال الناظم ( على حبيبه ) لما ثبت عن الشيخ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له :" أنت حبيبي ، و كل من أحبك حبيبي." ووصفه بالعالم بعد الولي إشارة إلى جمعه رضي الله عنه بين العلم و الولاية على الوجه الذي انتهت إليه الكمالات شريعة و حقيقة.
ثم أخبر عن بعض فضل هذه الصلاة الشريفة الثابت عن الشيخ رضي الله عنه وهي إضافة إلى ( ما تقدم ) من حضور النبي صلى الله عليه و سلم و الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم ، أن من لازمها سبع مرات في كل يوم يحبه النبي صلى الله عليه و سلم محبة خالصة، و لا يموت حتى يكون من الأولياء.
ثم قال الناظم
و مرة تعدل تسبيح الورى ثلاث مرات على ما سطّرا
و من يكن لازمها سبعا لدى منامه يرى النبي أحمدا
صلى و سلم عليه الله ما اشتاق مؤمن إلى لقياه
(الورى) العالم بأسره ملكيا وإنسيا و جنيا وغير ذلك، حسبما خرج به في ميدان الفضل و الإفضال ، و أخبر هنا أن من فضل هذه الصلاة الثابت أيضا أن المرة الواحدة منها تعدل تسبيح العالم بأسره ثلاث مرات { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم } وراجع ما في جواب العياشي لتلميذه الهروشي رحمهما الله تعالى لتعلم أن لهذا الفضل أصلا معمولا به عند المحققين من العلماء رضي الله عنهم.
و قوله ( لدى منامه ) أي عند إرادته النوم ، و(يرى) من الرؤيا الحلمية ، أخبر أن من فضلها الثابت أيضا أن من لازمها سبع مرّات عند النوم ، يريد على طهارة كاملة ثم ينام على فراش طاهر، فإنه يرى النبي صلى الله عليه و سلم في نومه.
قال العلامة أبو الفضل سيدي عبيدة بن محمد في شرحه لهذه الصلاة : " و لا أقيد ذلك بصورته الشريفة ، لأنه صلى الله عليه و سلم يظهر في صور الأولياء و الصالحين من هذه الأمة. ".
و من فضل هذه الصلاة الشريفة التي لم يذكره الناظم هنا و أشار إليه فيما مضى عند ذكر اللوازم أن من ذكرها اثنتي عشر مرة و قال :" هذه هدية مني إليك يا رسول الله " ، فكأنما زاره في روضته الشريفة و زار أولياء الله تعالى و الصالحين جميعا و يحصل له ثواب ذلك.
ثم أتى بالصلاة و السلام عليه و على آله و أصحابه بعد قوله (يرى النبي أحمد) صلى الله عليه و سلم.
قال بوجوب الاشتياق لرؤيته صلى الله عليه و سلم جماعة من العلماء منهم الطحاوي و جماعة من الحنفية و الحليمي و جماعة من الشافعية و به قال اللخمي من المالكية و قال ابن العربي :" إنه الأحوط , لأن اشتياق كل مؤمن إليه صلى الله عليه و سلم لا ينقطع إلى الأبد."
وإنك لا ترى و الحمد لله تعالى مؤمنا إلا وهو يود رؤيته صلى الله عليه و سلم ببذل جميع ما يملك حتى روحه التي بها حياته، و هذا الأصل في كل مؤمن ، وهو مصداق قوله عليه الصلاة و السلام " يود أحدهم أن لو رآني بأهله و ماله" الحديث
و للسالكين الصادقين في استعمال الأذكار المعروفة لطلب رؤياه صلى الله عليه و سلم طريقتان:
الأولى : الإحجام عن ذلك لخجل الواحد منهم ، و شدة نظر أحدهم لنفسه بعين التحقير ، إذ يرى أنه ليس أهلا لأن يطلب رؤياه صلى الله عليه و سلم على ما هو عليه من كثرة التلطخ بالذنوب و العيوب و أن إقامته على ذلك هي من سوء الأدب الذي يستوجب العطب قائلا لنفسه :" إن كنت صادقة فيما تدعينه من الشوق إلى رؤيته صلى الله عليه و سلم فعليك بمتابعته و تصحيح التوبة و الصدق في ذلك و كثرة الصلاة عليه."
وهذا ربما فاجأه الفتح بفضل الله تعالى و إكرامه في هذا المرمى ببركة أدبه و نظره إلى نفسه بعين الاحتقار ، فالأدب لا يأتي إلا بخير.
و الثانية : الإقدام على استعمال كل ما يؤدي إلى ذلك ، و السعي في كل ما ذكروه بغاية الشوق و الجد و الاجتهاد ، من غير نظر إلى تمييز وصف من الأوصاف في نفسه أو في غيره للكثرة ما غلب عليه من الشوق و التوقان لبغيته العظمى ، مع اعتقاده إن من الله عليه بكشف الحجاب بينه و بين حبيبه الأعظم فلقد خصه من السعادة الكبرى بالحظ الأوفر الأفخر.
و هذا جدير بأن يتفضل عليه مولاه المجيب بفضله و كرمه ووعده الذي لا يخلف .
تكملة في شرح الجوهرة : لسيدي محمد الحافظ المصري( رضي الله عنه )
عين الرحمة الربانية : إذا قدرت عين ماء ، يصب فيها الفيض القدسي ، و منها يستقي من قسم له الله الري ، فقد عرفت معنى :" إنما أنا قاسم و الله معط " قال تعالى: { و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }
المتحققة : كما أن المعادن تتفاوت ، فالياقوت حجر كريم ، فلا يكون كغير الكريم فالبشرية تتفاوت، فهو صلى الله عليه و سلم عبد و مخلوق ، و لكن الله شرفه و كرمه بالنعم العظمى.
علمنا بالموت علم اليقين ، ورؤيتنا لمن يموت عين اليقين ، والموت حق اليقين .
وقد وصل صلى الله عليه و سلم إلى الغاية العليا من كل علم و فضل ، فاطلع على علوم الأولين و الآخرين ، بتعليم الله له ، فعلمه وراء كل وراء . حيث أحاط بأصل الفهم و العلم ، وهو النور الحق ، الذي يكشف به الله الظلمات الساترة للقلوب ، يكشفها بما جاء به من نور ، و بمحبته فإنها دواء الأفئدة ، مع أنه مخلوق ، شرف الله بروحه الأرواح ، و ببشريته البشر.
البرق الأسطع بمزون الأرباح : أي السحاب المحملة بالأرباح - جمع ربح – التي تملأ المراتب ، كل مرتبة على قدرها.
و نورك اللامع الذي ملأت به كونك الحائط بأمكنة المكاني : لأنه اجتاز مراتب المخلوقات ، فكان وراءها ، وكان العبد الخاص ، في الحضرة الفردانية من القرب الأدنى و لم يتحقق بها غيره.
عين الحق : العين كعين الماء ، التي لا يصب الله فيها إلا حقا صرفا ، و تتفرع منها الحقائق ، فكلٌّ يغترف منها ، ما أراد له الله ، و المؤمن ينزه الله تعالى عن كل ما لا يليق به.
عين المعارف الأقوم : الأشد استقامة
صراطك التام الأسقم : أي الأعدل المبرّأ من العوج
و في غريب اللغة سَقَمَ يَسْقِمُ كعدَل يعدِل ، وزنا و معنى تقول العرب ، إذا عدلت ، ولا تزال مستعملة في عرب المغرب
و ليس من سَقِمَ و سَقُمَ ، بمعنى مرض . وأخطأ البعض فظن هذا ، وإن كان المرض لا يعتبر نقصا في حق الأنبياء عليهم الصلاة و السلام . قال تعالى في سيدنا يونس عليه السلام: { و نبذناه بالعراء وهو سقيم } و قد صح عنه صلى الله عليه و سلم: " إني أوعك كما يوعك رجلان منكم " رواه البخاري في الصحيح،و شدة مرضه كمال ، اللهم صل و سلم على من أحواله كلها كمال حتى شدة مرضه ، لأن فيها عزاء للمنكوبين من أمته ، و مع ذلك فليس هذا هو المعنى المقصود إنما المراد بالأسقم الأعدل.
طلعة الحق : الذي حلاه ربه ، بصفات الكمال ، على ما يليق بالخلق ، و كان الله مولاه
الكنز الأعظم : معدن الأسرار الخاصة.
إفاضتك منك إليك : خلقته خالصا من شوائب النقص ، و لا تكون نهضته إلا لك ، مقصدا و استنادا و لجوء و أوبة.
المطلسم : أصلها في اللغة ، ما ورد في طرسم في لسان العرب : طرسم الطريق أخفاه ، و طلسم مثله ، فالمطلسم معناه المخفي ، أي الذي بلغ شأوا ساميا عز الوصول إليه ، فلذلك خفي عن غيره من الخلق ، حيث لم يبلغوا كماله صلى الله عليه و سلم.
و إحاطة النور المطلسم : الذي لا يدرك منزلته غير ربه ، و أطلعه على علوم الأولين و الآخرين { و اتقوا الله و يعلّمكم الله } .