... سؤالي حول الطريقة التجانية هو لماذا يقال أن من ترك الطريقة بعد أخذها هلك أو كفر رغم أنه لم يترك فرضا و لا واجبا في الدين أليس هذا رجما بالغيب ؟
الجواب
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أخينا العزيز...
بالنسبة لسؤالك حول ترك الطريقة بعد أخذها فليس هناك أي رجم بالغيب في هذا الصدد بل إن الأمر علمي لا يزيد على ذلك
صحيح أن الطريقة ليست فرضا أو واجبا في الدين لكن أورادها لا تلقن لطالبها إلا التزمها طوال حياته فتصبح واجبة كسائر النوافل المنذورة
أخرج الطبري بسند صحيح عن قتادة في قوله تعالى (يوفون بالنذر) قال كانوا ينذرون طاعة الله من الصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة ومما افترض عليهم فسماهم الله أبرارا
قال سيدي محمد الحافظ التجاني رضي الله عنه
مداومة الورد الى الممات،قال تعالى "و يوفون بالنذر و يخافون يوما كان شره مستطيرا" فالأوراد اللازمة للطريقة لا تعطى إلا لمن التزمها طول حياته فتصبح واجبة كسائر العبادات المنذورة ،وحكمة نذر الأوراد أن يثاب عليه ثواب الفريضة ،و بهذه الوسيلة يكثر الثواب و يسهل القيام به والمداومة عليه، جاء في الحديث الشريف "ان أحب الأعمال الى الله أدومها وان قل رواه الشيخان. إنتهى
عن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله : ( يا عبد الله لا تكن مثل فلان ، كان يقوم الليل فترك قيام الليل ) متفق عليه
وفي هذا التحذير من ترك العمل الصالح بعد المداومة عليه، وهذا خطر عظيم، فإذا تركه لعذر وجب عليه القضاء
هذا وهو لم ينذره فما بالك إذا كان قد التزمه ونذره على نفسه
جاء في ردود الشيخ بكري العوني التجاني
الطريقة التجانية لا تعطى إلا عن طريق النذر
والنذر: أن توجب على نفسك ما ليس بواجب لحدوث أمر، يقال: نذرت لله أمرا ، قال تعالى: {إني نذرت للرحمن صوما} (مريم/26)، وقال: {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر} البقرة/270
قال القرطبى:والنذر حقيقة العبارة عنه أن تقول: هو ما أوجبه المكلف على نفسه من العبادات مما لو لم يوجبه لم يلزمه، وعندما ينذر المسلم نذراً في طاعة الله سبحانه وتعالى فإنه صار واجباً عليه لأنه أوجبه على نفسه واذا لم يفعله أثم عند الجميع
وفى الحديث عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم : مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ
قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ..... المائدة
وقال تعالى: ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ. الحج
قال تعالى (والذين يوفون بما عاهدوا الله عليه )
وقال الذين يوفون بالنذر
وقال تعالى فمن نكث فإنما ينكث على نفسه
وقال تعالى:" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ(2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ.الصف. والآيات في ذلك كثيرة
فهذه الآيات توجب على كل من ألزم نفسه عملا فيه طاعة أن يفي بها..... فإن من التزم شيئا لزمه شرعا
فمن قال : لله علي صلاة وصوم وصدقة،وذكر ونحوه من القرب، فهذا يلزم الوفاء به إجماعا، وترك الإيفاء بالنذر من الذنوب العظيمة وقد عده بعض العلماء من الكبائر
ولاشك أن ذكر الله من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أكبر وأفضل أنواع القربات إلي الله سبحانه وتعالى وهذا هو كل ماعند التجانية من أذكار التي يبايعون الله على المداومة عليه ولا يوجد عندهم شيء غير ذلك ولله الحمد والمنة
فإذا عرفت هذا عرفت ان الذي يترك أوراد وأذكار الطريقة يكون قد ترك واجباً أوجبه هو على نفسه بالنذر وعرض نفسه للوعيد ، فلابد له من التوبة والرجوع طالما هو قادر على أداء هذه الأذكار ،
وترك النذر ذنب ومعصية فهذا شيء مجمع عليه . ولكن هل نعتبر هذا الذنب من الكبائر ؟؟ أم من الصغائر ؟؟
فإذ كان من الكبائر فلاشك انه تاركه ستحل عليه العقوبة ويقع عليه الهلاك ، لأنه من أهل الكبائر
أما إذا كان من الصغائر فانه سيصبح من الكبائر بالمداومة والإصرار على تركه . لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: لاصغيرة مع الإصرار،ولا كبيرة مع الاستغفار
لان اخذ الطريقة وهو نذر بهذه الأوراد فيمر عليه ورد الصباح فلا يعمله عمدا، ويمر عليه ورد المساء فلا يؤديه عمدا ، ويمر عليه ورد اليوم الثاني فلا يفعله أيضا .... وهكذا الخ
فهذه إصرار على المعصية، فتصبح معصيته من الكبائر، ومن داوم على الكبائر لاشك تحل عليه العقوبة ويأتيه الهلاك
فهذا هو كل الذي قاله الشيخ التجاني رضي الله عنه فترك الواجب معصية عند الجميع ولاشك ، ومن نذر لله وردا أو قراءه واخلف فقد ترك واجبا. و المعاصي يحاسب عليها المسلم خصوصا إذا أصر عليها ،لذا حذر الشيخ رضي الله عنه من ذلك